خمسون عاماً في صُنع القيادات الإدارية
علي هبه الحرازي
يتميز هذا العام 2013م لمؤسسة علمية خدمت الجهاز الإداري للدولة في مجال
التنمية الإدارية بعامها الذهبي ، وهي اليوم لم تشهد أي فعالية احتفالية
تكريماً لدورها التنموي رغم إمكانياته البسيطة في عملية التنمية الإدارية ،
و عملية الإصلاح الإداري والحكم الرشيد وصُنع القيادات الإدارية للجهاز
الإداري للدولة .
هذه المؤسسة (المعهد الوطني للعلوم الإدارية ) التي صدر لها قرار جمهوري
بانشائها بعد قيام الثورة اليمنية برقم (27) لسنة 1963م ، لمد المؤسسات
الحكومية بالكفاءات البشرية اللازمة للعمل الإداري وتقديم الخدمات اللازمة
في التدريب والتأهيل للكادر البشري للجهاز الإداري للدولة، وإقامة
المؤتمرات المتخصصة للقادة الإداريين والندوات العلمية والورش لمناقشة
المشاكل والهموم الإدارية التي تعيق العملية الإدارية في المؤسسات الحكومية
،وإيجاد الحلول المناسبة ومعالجتها بإمكانياتها البسيطة وبجهود ذاتية من
العاملين في المعهد والعمل لتحقيق النجاح اللازم لكي لا تتوقف مسيرته
العلمية في عملية التنمية الإدارية .
المعهد عانى في مسيرته العلمية خلال نصف قرن من مشاكل وهموم صنعت له إعاقة
في دوره الرائد في عملية التنمية الإدارية للجهاز الإداري للدولة، وهو أحد
الأسباب في صُنع خلل في توازن قدرة صانع التنمية (الجهاز الإداري للدولة )
في صُنع السعادة للشعب اليمني، ومن هذه الهموم ، غياب دور مجلس أمناء
المعهد في صُنع القرار في المعهد الوطني للعلوم الإدارية منذ تاريخ إنشائه ،
وهو اليوم عليه تحمل مسؤولياته الوطنية برسم خطط أنشطة المعهد ذات الأبعاد
الزمنية المختلفة التي تتمثل في أهداف وسياسات خطط التنمية الإدارية
والاقتصادية للدولة ، وتقييم أداء المعهد في عملية تنفيذ الخطة السنوية في
عملية التنمية الإدارية لتطوير أداء الجهاز الإداري للدولة ، ومعالجة
المعوقات التي أعاقت دوره في تنفيذ الخطط المرسومة وإيجاد الدعم اللازم
لتمكينه في مسيرته العلمية ،عملية اتخاذ القرار في تعيين قيادات المعهد
بشكل المحاصصة بدون معايير علمية ، المعهد بحاجة إلى قيادات إدارية لها
بصماتها العلمية في مجال العلوم الإدارية وتمتلك القدرة على التفكير العلمي
لصنُع أفكار إدارية لها رؤية ثاقبة لمعالجة هموم ومشاكل الجهاز الإداري
للدولة ، التداخل في مهام ووظائف المعهد وبين الجامعات ومراكز التدريب في
عملية التدريب الإداري والمالي لموظفي الجهاز الإداري للدولة مما أدى إلى
تهميش دور المعهد ، لأن وظيفة المعهد عند المجتمعات المتقدمة في صُنع
القيادات الإدارية للإدارة الحكومية ، والمعهد الوطني للعلوم الإدارية
بحاجة إلى تغيير نوعي في مجال إعداد القيادات الإدارية وتدريب وتأهيل موظفي
الجهاز الإداري لصنُع كفاءات متخصصة في صناعة الخدمة المتميزة للمواطنين ،
والمعهد هو من أهم مدارس الإدارة في منطقة الشرق الأوسط في صنع التغيير
الإيجابي المنش ود للإدارة الذاتية لتستثمر عقولنا المفكرة وكوادرنا
البشرية لصنُع الغد المشرق لليمن السعيد .
إن إرادة القيادة السياسية في صنًع بصماتها لعملية الإصلاح الإداري والحكم
الرشيد للدولة اليمنية الحديثة ، تبدأ في صنُع البصمة الأولى هي إعادة
اعتبار المعهد بأنه أحد مدارس الفكر الإداري والمستشار الإداري لرئيس
الجمهورية ، والعمل على استقطاب كفاءات وطنية علمية متخصصة في مجال الفكر
الإداري ، والمرح لة المقبلة للجهاز الإداري للدولة بحاجة ماسة لدور المعهد
الوطني للعلوم الإدارية في عملية صنُع القيادات الإدارية من خلال إعدادها
إعداداً متميزاً لها رؤية ثاقبة في عملية صُنع القرار الإداري في تحقيق
أهدافها المرسومة لتحقيق النمو الاقتصادي والرفاهية الاجتماعية للشعب
اليمني بكل أطيافه ومكوناته الاجتماعية وصنع سعادته المفقودة.
هذه وجهة نظر قابلة للتعديل من خلال المناقشة والحوار الشفاف الصادق
النابع من روح المسؤولية الوطنية لمن لديه استشعار بالأخطار التي تهدد أمن
واستقرار الوطن..>
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق