الجمعة، 17 أكتوبر 2014
الأربعاء، 15 أكتوبر 2014
الثلاثاء، 14 أكتوبر 2014
YEMEN: اليمن: بوابة الأمن الخليجي | الشرق الأوسط
YEMEN: اليمن: بوابة الأمن الخليجي | الشرق الأوسط: اليمن: بوابة الأمن الخليجي | الشرق الأوسط
الاثنين، 13 أكتوبر 2014
ماذا حدث لمصر بعد 25يناير . د جﻻل أمين
ماذا حدث لمصر بعد 25/ يناير ؟
د جﻻل أمين
عندما خرج ملايين المصريين إلى الشوارع والميادين في 25 يناير 2011 والأيام التالية، يطالبون بإسقاط النظام، كانت تجمعهم كلهم مشاعر السخط على نظام فاشل وفاسد سيطر على البلاد لمدة ثلاثين عاماً، ولكنهم كانوا يختلفون في ما بينهم، بالطبع، في ترتيب الأولويات في ما يطمحون إلى تحقيقه.
هناك من خرج مدفوعاً أساساً بالسخط على سوء الأحوال الاقتصادية وشيوع البطالة، أو بالسخط على شيوع الفساد والظلم في توزيع الدخل والثروة، وكان هناك الساخطون علىالحرمان من الحريات السياسية ومن حق التعبير عن الرأي، وعلى مخطط توريث الحكم. كان هناك أيضاً الثائرون على مظاهر المذلة وتراجع الكبرياء الوطني في علاقاتنا الخارجية، خاصة إزاء الولايات المتحدة وإسرائيل.. إلخ.
تجمّع كل هؤلاء، شاعرين بأن ما يجمعهم أهم بكثير مما يفرقهم، فاجتمع على نفس الأهداف المسلمون والأقباط، الرجال والنساء، من مختلف الطبقات الاجتماعية ومستويات التعليم، ومن مختلف الأقاليم والمحافظات، وعبروا عن أهدافهم المشتركة بشعارات بسيطة للغاية، ولكنها تلخّص كل هذه الأهداف: »خبز، وحرية، وعدالة اجتماعية، وكرامة إنسانية«، وأجمعوا على أن الشرط الضروري لتحقيق هذه الأهداف كلها هو »إسقاط النظام«.
كم كانت فرحتنا إذن عندما سمعنا رئيس هذا النظام ينطق بلفظ التنحي، وما أعظم تفاؤلنا حينئذ بما سيأتي به المستقبل.
ولكن كم يدهش المرء الآن، إذ يستعرض ما حدث لمصر منذ تلك اللحظة، وكأن الستار قد أسدل فجأة على كل الأحداث المفرحة، ولتتوالى بعد ذلك، يوماً بعد يوم، بل لحظة بلحظة، الأحداث المثيرة للقلق والحيرة.
ومع ذلك، فما أعجب العقل الإنساني، وما أغرب خضوعه التام لرغبات القلب! أقصد ذلك الاستعداد المذهل من جانب العقل لتصديق ما يرغب القلب في تصديقه.
كم انهال علينا خلال السنوات الأربع الماضية، من أحداث لا يمكن تفسيرها بمحض الصدفة، فرفضنا أن نرى ما بينها من علاقات وتشابه، وصممنا على النظر إلى كل منها بمعزل عن الأحداث الأخرى المشابهة، وكأننا لا نقبل أن نقبض على المتهم الذي لا يتوقف عن ارتكاب جرائم متشابهة، إلا إذا حصلنا منه على اعتراف مكتوب بخطّه وتوقيعه، بأنه هو مرتكب كل هذه الجرائم.
بمجرد أن حصلنا على تنازل الرئيس عن منصبه، بدأت الإضرابات والمطالبات العمالية والفئوية بزيادة الأجور أو تحسين ظروف العمل أو عزل مدير ظالم.. إلخ. فلما تتالت يوماً بعد يوم،فسرناها بطول الفترة التي تعرض فيها العمال والموظفون للظلم، وقلنا لأنفسنا إن من الطبيعي أن ينتهزوا فرصة نجاح الثورة لتحسين أحوالهم، ولم يخطر ببالنا حينئذ أن من الممكن أن يكون هناك من يعمل عمداً على أن يسلب منا ذلك النجاح اليسير الذي أحرزناه.
ثم فوجئنا بحرق الكنائس، الواحدة بعد الأخرى، في القرى والمدن، مع تقاعس مدهش من جانب رجال الأمن عن حماية الكنائس والقبض على مشعلي الحرائق. قلنا حينئذ لعل رجال الأمن غاضبون لما تعرضوا له من معاملة جارحة من بعض المتظاهرين ضد النظام، ولم يخطر ببالنا أن من الممكن أن يكون هناك داخل مؤسسة الأمن من لم يتم استئصاله بعد نجاح الثورة، ويعمل أيضاً على إفسادها.
ما أغربنا أيضاً عندما صممنا على غض النظر عن نوع الشخصيات التي اختيرت لتولي المسؤولية بعد الثورة، سواء كمسؤولين عن بعض الوزارات المهمة، أو حتى كرؤساء للحكومات المتعاقبة. فلم تظهر علينا الدهشة مثلاً عندما استمر وزير الخارجية الذي نفّذ سياسة الرئيس المتنحي، عدة شهور في منصبه، وكأن ثورة لم تقم، ولا عندما رفض وزير التعليم العالي الاستجابة لرغبات طلاب الجامعة بعزل بعض العمداء المعروفين بالفساد.. إلخ.
استقبلنا بفرح، طبعاً، أخبار العزم على استعادة الأموال التي نهبها رجال العهد السابق وحوّلوها للخارج، وبأخبار القبض على كثيرين منهم وبدء التحقيق معهم. ولعبت بعقولنا الأرقام المنشورة عن حجم الأموال المهرّبة، فذهبنا بعيداً في تصور ما يمكن أن ينتج عن استثمار هذه الأموال من تقدم اقتصادي، بينما جمح خيال الفقراء منا إلى ما يمكن أن يحصلوا عليه لو وزّعت هذه الأموال عليهم بعد استعادتها من الخارج، فلما شهدنا تراخياً مدهشاً في المحاكمات والتحقيقات، وفي الجهود المبذولة لاستعادة هذه الأموال، قلنا لعل هذا هو الأمر الطبيعي في مشكلات قانونية معقدة، وأمام شروط صعبة قد تطلبها الحكومات الأجنبية في الدول التي هُربت إليها الأموال.. ولم يخطر ببالنا أن من الممكن أن يكون هناك من يعمل عمداً على تعطيل المحاكمات، وعلى بقاء الأموال كما هي في الخارج، وبأسماء القائمين بتهريبها.
كانت هناك من البداية أشياء تكفي لإثارة الريبة.. لقد تتابعت الثورات العربية في وقت قصير للغاية، في تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن، وفي أعقاب انفصال جنوب السودان عن شمالها مباشرة.. ودخلت قوات الناتو دخولاً سافراً لقتل القذافي في ليبيا، مع أنه كان حتى وقت قريب للغاية صديقاً محترماً لهم، واستمر التخريب الشامل للعراق وسوريا، ثم ظهرت فجأة حركات الجهاديين والتكفيريين حاملة أسماء غريبة، بالعربية والإنجليزية، فارتكبت جرائم فظيعة، جرى الحرص على تصويرها بالفيديو، ورفعت لواء الدعوة لإقامة ما سمته بالخلافة الإسلامية، دون أن يبذل أي جهد لإقناع الناس بضرورة هذه الخلافة، أو أن تظهر أي مناسبة لإقامتها في هذا الوقت بالذات، في ظروف دولية لا تبدو ملائمة تماماً لمثل هذه الخلافة، ودون أن يعرف لهذه الدعوة زعيم أحبه الناس والتفوا حوله، أو كتب نالت إعجابهم، مع تردد واضح من جانب الدول الكبرى ذات الشأن، في ما إذا كانوا سيتصدون لهذه الحركات أو سيتركونها حتى تحقق أغراضها.
أخيراً، بدأ بعض الكتّاب والمعلقين عندنا يتساءلون، عما إذا كان ما يجري في المنطقة العربية الآن له بعض الشبه بما جرى منذ قرن من الزمان، أي في أواخر وأعقاب الحرب العالمية الأولى، من تقسيم البلاد العربية الموروثة من الإمبراطورية العثمانية، إلى أجزاء ودويلات، طبقاً لمشروع عرف باسم »سايكس ـ بيكو«. أفلا يجدر بنا إذن، والحال كذلك، أن نتساءل عما إذا كان قد حدث في العالم، في الثلاثين أو الأربعين عاماً الماضية، ما يجعل من الممكن حدوث شيء شبيه بما حدث في أعقاب الحرب العالمية الأولى، والذي جاء هو أيضاً في أعقاب تغيرات مهمّة في المراكز النسبية للقوى الكبرى؟
د جﻻل أمين
عندما خرج ملايين المصريين إلى الشوارع والميادين في 25 يناير 2011 والأيام التالية، يطالبون بإسقاط النظام، كانت تجمعهم كلهم مشاعر السخط على نظام فاشل وفاسد سيطر على البلاد لمدة ثلاثين عاماً، ولكنهم كانوا يختلفون في ما بينهم، بالطبع، في ترتيب الأولويات في ما يطمحون إلى تحقيقه.
هناك من خرج مدفوعاً أساساً بالسخط على سوء الأحوال الاقتصادية وشيوع البطالة، أو بالسخط على شيوع الفساد والظلم في توزيع الدخل والثروة، وكان هناك الساخطون علىالحرمان من الحريات السياسية ومن حق التعبير عن الرأي، وعلى مخطط توريث الحكم. كان هناك أيضاً الثائرون على مظاهر المذلة وتراجع الكبرياء الوطني في علاقاتنا الخارجية، خاصة إزاء الولايات المتحدة وإسرائيل.. إلخ.
تجمّع كل هؤلاء، شاعرين بأن ما يجمعهم أهم بكثير مما يفرقهم، فاجتمع على نفس الأهداف المسلمون والأقباط، الرجال والنساء، من مختلف الطبقات الاجتماعية ومستويات التعليم، ومن مختلف الأقاليم والمحافظات، وعبروا عن أهدافهم المشتركة بشعارات بسيطة للغاية، ولكنها تلخّص كل هذه الأهداف: »خبز، وحرية، وعدالة اجتماعية، وكرامة إنسانية«، وأجمعوا على أن الشرط الضروري لتحقيق هذه الأهداف كلها هو »إسقاط النظام«.
كم كانت فرحتنا إذن عندما سمعنا رئيس هذا النظام ينطق بلفظ التنحي، وما أعظم تفاؤلنا حينئذ بما سيأتي به المستقبل.
ولكن كم يدهش المرء الآن، إذ يستعرض ما حدث لمصر منذ تلك اللحظة، وكأن الستار قد أسدل فجأة على كل الأحداث المفرحة، ولتتوالى بعد ذلك، يوماً بعد يوم، بل لحظة بلحظة، الأحداث المثيرة للقلق والحيرة.
ومع ذلك، فما أعجب العقل الإنساني، وما أغرب خضوعه التام لرغبات القلب! أقصد ذلك الاستعداد المذهل من جانب العقل لتصديق ما يرغب القلب في تصديقه.
كم انهال علينا خلال السنوات الأربع الماضية، من أحداث لا يمكن تفسيرها بمحض الصدفة، فرفضنا أن نرى ما بينها من علاقات وتشابه، وصممنا على النظر إلى كل منها بمعزل عن الأحداث الأخرى المشابهة، وكأننا لا نقبل أن نقبض على المتهم الذي لا يتوقف عن ارتكاب جرائم متشابهة، إلا إذا حصلنا منه على اعتراف مكتوب بخطّه وتوقيعه، بأنه هو مرتكب كل هذه الجرائم.
بمجرد أن حصلنا على تنازل الرئيس عن منصبه، بدأت الإضرابات والمطالبات العمالية والفئوية بزيادة الأجور أو تحسين ظروف العمل أو عزل مدير ظالم.. إلخ. فلما تتالت يوماً بعد يوم،فسرناها بطول الفترة التي تعرض فيها العمال والموظفون للظلم، وقلنا لأنفسنا إن من الطبيعي أن ينتهزوا فرصة نجاح الثورة لتحسين أحوالهم، ولم يخطر ببالنا حينئذ أن من الممكن أن يكون هناك من يعمل عمداً على أن يسلب منا ذلك النجاح اليسير الذي أحرزناه.
ثم فوجئنا بحرق الكنائس، الواحدة بعد الأخرى، في القرى والمدن، مع تقاعس مدهش من جانب رجال الأمن عن حماية الكنائس والقبض على مشعلي الحرائق. قلنا حينئذ لعل رجال الأمن غاضبون لما تعرضوا له من معاملة جارحة من بعض المتظاهرين ضد النظام، ولم يخطر ببالنا أن من الممكن أن يكون هناك داخل مؤسسة الأمن من لم يتم استئصاله بعد نجاح الثورة، ويعمل أيضاً على إفسادها.
ما أغربنا أيضاً عندما صممنا على غض النظر عن نوع الشخصيات التي اختيرت لتولي المسؤولية بعد الثورة، سواء كمسؤولين عن بعض الوزارات المهمة، أو حتى كرؤساء للحكومات المتعاقبة. فلم تظهر علينا الدهشة مثلاً عندما استمر وزير الخارجية الذي نفّذ سياسة الرئيس المتنحي، عدة شهور في منصبه، وكأن ثورة لم تقم، ولا عندما رفض وزير التعليم العالي الاستجابة لرغبات طلاب الجامعة بعزل بعض العمداء المعروفين بالفساد.. إلخ.
استقبلنا بفرح، طبعاً، أخبار العزم على استعادة الأموال التي نهبها رجال العهد السابق وحوّلوها للخارج، وبأخبار القبض على كثيرين منهم وبدء التحقيق معهم. ولعبت بعقولنا الأرقام المنشورة عن حجم الأموال المهرّبة، فذهبنا بعيداً في تصور ما يمكن أن ينتج عن استثمار هذه الأموال من تقدم اقتصادي، بينما جمح خيال الفقراء منا إلى ما يمكن أن يحصلوا عليه لو وزّعت هذه الأموال عليهم بعد استعادتها من الخارج، فلما شهدنا تراخياً مدهشاً في المحاكمات والتحقيقات، وفي الجهود المبذولة لاستعادة هذه الأموال، قلنا لعل هذا هو الأمر الطبيعي في مشكلات قانونية معقدة، وأمام شروط صعبة قد تطلبها الحكومات الأجنبية في الدول التي هُربت إليها الأموال.. ولم يخطر ببالنا أن من الممكن أن يكون هناك من يعمل عمداً على تعطيل المحاكمات، وعلى بقاء الأموال كما هي في الخارج، وبأسماء القائمين بتهريبها.
كانت هناك من البداية أشياء تكفي لإثارة الريبة.. لقد تتابعت الثورات العربية في وقت قصير للغاية، في تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن، وفي أعقاب انفصال جنوب السودان عن شمالها مباشرة.. ودخلت قوات الناتو دخولاً سافراً لقتل القذافي في ليبيا، مع أنه كان حتى وقت قريب للغاية صديقاً محترماً لهم، واستمر التخريب الشامل للعراق وسوريا، ثم ظهرت فجأة حركات الجهاديين والتكفيريين حاملة أسماء غريبة، بالعربية والإنجليزية، فارتكبت جرائم فظيعة، جرى الحرص على تصويرها بالفيديو، ورفعت لواء الدعوة لإقامة ما سمته بالخلافة الإسلامية، دون أن يبذل أي جهد لإقناع الناس بضرورة هذه الخلافة، أو أن تظهر أي مناسبة لإقامتها في هذا الوقت بالذات، في ظروف دولية لا تبدو ملائمة تماماً لمثل هذه الخلافة، ودون أن يعرف لهذه الدعوة زعيم أحبه الناس والتفوا حوله، أو كتب نالت إعجابهم، مع تردد واضح من جانب الدول الكبرى ذات الشأن، في ما إذا كانوا سيتصدون لهذه الحركات أو سيتركونها حتى تحقق أغراضها.
أخيراً، بدأ بعض الكتّاب والمعلقين عندنا يتساءلون، عما إذا كان ما يجري في المنطقة العربية الآن له بعض الشبه بما جرى منذ قرن من الزمان، أي في أواخر وأعقاب الحرب العالمية الأولى، من تقسيم البلاد العربية الموروثة من الإمبراطورية العثمانية، إلى أجزاء ودويلات، طبقاً لمشروع عرف باسم »سايكس ـ بيكو«. أفلا يجدر بنا إذن، والحال كذلك، أن نتساءل عما إذا كان قد حدث في العالم، في الثلاثين أو الأربعين عاماً الماضية، ما يجعل من الممكن حدوث شيء شبيه بما حدث في أعقاب الحرب العالمية الأولى، والذي جاء هو أيضاً في أعقاب تغيرات مهمّة في المراكز النسبية للقوى الكبرى؟
الأحد، 12 أكتوبر 2014
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)