السبت، 3 أكتوبر 2015

أسباب التدخل الروسي في سوريا وتداعياته

رأي أسباب التدخل الروسي في سوريا وتداعياته ع ع معتز حيسو ثمة أسبابٌ متعددة تكمن وراء التدخل الروسي المباشر في سوريا، بعضها يتعلق بمصالح روسيا الإستراتيجية، وأخرى بأوضاع سوريا والإقليم، نذكر من تلك الأسباب ما يلي: أولاً: تمكين وجود روسيا العسكري في حوض المتوسط لضمان مصالحها الاقتصادية المتعلقة بالاستثمارات النفطية وأنابيب النفط والغاز، وللحد من هيمنة الولايات المتحدة وحلفائها الدوليين والإقليميين على منطقة الشرق الأوسط. وتحقيق ذلك من الوجهة الروسية يفترض المحافظة على ما تبقى من مؤسسات الدولة الســورية، وإحكام قبضتها على مداخل ومخــارج التحولات الراهنة والمحتــملة، ووضع حــد لتراجع الجيش السوري أمــام المجموعــات الجهــادية. ومن المعلــوم أن خــروج الأوضــاع الميدانية عن الســيطرة، ســوف يســاهم بسقوط سوريا في قبضة مجــموعات مسلحة متناقضة، وبالتالي انسداد آفاق الحل السياسي، ومن الممكن أن يقود ذلك إلى تصفيات جماعية لفئات كبيرة من السوريين. ثانياً: تخوّف القيادة الروسية من تدخل تركي مباشر لإقامة منطقة عازلة لتدريب الفصائل المقاتلة، وتجميع اللاجئين. وقد أفادت مصادر صحافية أن تركيا قررت التقدم إلى قمة الاتحاد الأوروبي بطلب إنشاء «منطقة أمنية» في شمال سوريا من أجل تدارك الهجرة الكثيفة. وقد أبدت دول الاتحاد استعدادها لبحث تلك الفكرة. ويؤكد ذلك تصريح وزير خارجية بلغاريا الذي أكد ان بلاده تدرس الأمر مع رئيس الوزراء التركي. ثالثاً: توجُّس القيــادة الروســية من حصول مفاجآت ميدانية يمكــن أن تُعِّجل في إسقاط النظام، فكان تدخّلــها للحيلولة دون ذلك، ولتلافي خسارات كبرى، فيما يرى البعض أن موسكو تريد تقوية النظام في سوريا ليكون ورقة قوية في أي مفاوضات مقبلة. رابعاً: تسعى روسيا للتوصُّل إلى تسوية سياسية قبل انهيار المؤسسات الهيكلية للدولة السورية. ويرتبط ذلك بتأمين مشاركة الحكومة في المرحلة الانتقالية مع هيئات المجتمع المدني، وقوى سياسية معارضة يتم توضيبها بما يتناسب مع الآفاق السياسية التي تشتغل القيادة الروسية بالتعاون مع أطراف إقليمية ودولية على تحضيرها. لهذا، فإن التدخل الروسي العسكري سيكون للضغط على أطراف الصراع والدول الداعمة، لفــرض مسار سياسي يتزامن مع استئصال القوى الجهادية. وقد ظهر أن العمليات العسكرية الروسية تتجاوز تنــظيم «داعش» إلى مجموعات أخرى ترفض المشــاركة في أي تسوية سياسية تقترن مع بقاء النظام في المرحلة الانتقالية. ويتزامن ذلك مع «مرونة» ظاهرية بدأت تبديها دول غربية وأخرى إقليمية كانت إلى وقت قريب ترفض أي دور للأسد في المرحلة الانتقالية. مع ذلك، فإن رموز معارضة الخارج حتى اللحظة يتمسكون بأهداف إشكالية تجاوزتها المتغيرات والمصالح الدولية والإقليمية، والتحولات التي تداخلت على مسار «الثورة»، التي بات غالبية السوريين يرفضونها ليس حباً بالنظام، بل خــوفاً من هيمنة الجهاديين على مفاصلها وســياقات تحولاتها. وذلك لا ينفصل عن خوف كثير من السوريين أيضاً من وصول هؤلاء إلى السلطة، لأنه بالنسبة لهم يشكِّل كارثة وطنية. أخيراً، ثمة تساؤلات تقض مضاجع السوريين وتؤرقهم، منها: هل سيقود التدخل الروسي إلى تحويــل الصراع من صراع بالوكالة إلى صراع بالأصــالة؟ وهل سيفضي التصعيد الروسي إلى الحفاظ على وحدة الجغرافيا السورية وعلى الدولة ومؤسساتها المدنية، أم أن الأوضاع ستسير إلى التقسيم وتعميق الاصطفافات والتخندقات المذهبية والطائفية والجهوية والإثنية؟ هل سيسرِّع التصعيد العســكري الروسي في إنضاج تسوية سياســية، أم أنه ســوف يساهم في زيادة تصدُّع القشرة الســياسية، وبالتالي إغلاق أبواب الحــل الســياسي كافة، وفتح سوريا على مزيد من العنــف والعنف المضاد؟ هل تتمكن موسكو عبر زيادة دعمها للنظام، من الإمساك بمفاتيــحه العسكرية والأمنية وتطويــع مواقفــه بما ينسجم مع الاستحقاقــات السياســية المرتقبة، أم أن ذلك سيعزز من تشدّد النظام وتمسكه بالخيار العسكري؟ وهل ستكون ســوريا مدخــلاً إلى إعادة إنــتاج نظام دولي متــعدد الأقــطاب، يستعيد في سيــاقه الروس مكانتــهم الدولية مقابل تراجع الهيمنة الأميركية؟ تلك الأسئلة وغيرها ترتبط الإجابــة عنها بالتــطورات والتحــولات القادمة.

الأربعاء، 30 سبتمبر 2015

تربية "الزبون" الصالح وائل عبد الفتاح

تربية «الزبون» الصالح ع ع وائل عبد الفتاح ماذا ستقولون لأطفالكم عن أيام شباب دولتكم..؟ كيف ستبررون تحول دولكم ـ الشائخة إلى جحيم أو فتافيت كعكة تتصارع عليها الضباع؟ هل ستقولون إنها مؤامرة؟ أم ستدفعونهم إلى موجات نوستالجيا هائمة إلى الدولة ـ الشابة؟ كيف ستتربى الأجيال القادمة على بطولات أدت إلى مآسٍ، هل سيفهمون مثلاً مفارقة ارتداء كاسترو قميص الأديداس بعد سنوات لم تفارق فيها البدلة العسكرية جلده؟ هل سيحبّون بوتين لأنه نشر قواته على الساحل السوري ضماناً لمصالحه؟ وهل سيفهمون التفاهم السعودي ـ الروسي لحل الأزمة؟ أم أن أوباما بمنطق الساحر يبشّر بنزع بشار الأسد من المعادلة لتستمر؟ هل سيفهمون تعقيدات «الشتات السوري» بعد معايشة دمية تتحدى أخلاق الإنسانية التي تربّت في مؤسسات الدولة ـ القومية؟ كيف سيتعلمون في المدارس أن «السيادة» في الدولة ـ القومية ما زالت حلماً مقدساً، بعد أن تحولت إلى شرط من شروط الجحيم الأرضي الذي تعيشه شعوب لها «سيادة» على حدودها، من دون آمان/ إنسانية؟ كيف سيفهمون «دعوة» السيسي عن «توسيع» كامب ديفيد، مصاحبة لإيقاع الحرب على الإرهاب، أو متزامنة مع أزمات داخلية ترتبط بالحريات والاقتصاد؟ اي تربية لأجيال ترى الروايات كلها في الوقت نفسه وقد خرجت من صناديق البروباغندا؟ وكيف ستكون مصداقية اجيال قديمة يعودون بمزاجهم أو بعجزهم إلى صناديق البروباغندا القديمة ليشعروا بالأمان في حماية انظمتهم الذكورية التي يتخيلونها مجنّحة تحقق المعجزات؟ ما هي المناهج التي تساعد الاجيال الجديدة على فهم ان الدولة في شيخوختها لم تعد صالحة للاستخدام الآدمي، وأن حروبها لكي تستعيد ركودها...؟ .. كيف ستفكر الأجيال القادمة في الثقب الاسود الذي نعيشه الآن؟ وهل يفكرون؟ هل يتعلمون في المدارس و الجامعات شيئا عن منظومة «الزبون» الصالح؟ ــــ 2 ــــ المواطن زبون... يمنحونه رشوة ليمنحهم رخصة الاستبداد. هذه قواعد تسري بين الدول والجماعات والأحزاب والطوائف. وهذا ما خلقته الدولة ـ الشابة ليخدمها في مرحلة الدولة ـ الشيخة. الدولة هنا أرض الغنائم للسلطة، تتشابه هنا الطبيعة البيروقراطية كما في مصر مع حصص الطوائف كما في لبنان.. وما بينهما في جمهوريات وممالك تعود إلى مزاج القرون الوسطي كما لو كانت سنوات التنوير والتحديث و مابعدهما مجرد قشور تتساقط رغم غلاظتها... وكيف يمكن تفسير المشهد المريع في الحج حين داست الأقدام أمام نصب ابليس اكثر من 700 حاج، وبدلا من التفكير في ادارة حديثة لموسم الطقس الديني انتقلت الاتهامات الى مستويات مذهبية، تعكس الصراع السعودي ـ الايراني، وتشعل فتنة «السنة ـ والشيعة»؟ المشهد ينتمي (في الحدث/ وفي طرق معالجته) إلى قرون لم تتراكم فيها ثقافات وأخلاقيات نقلت الانسانية بعيداً عن عصور البربرية والتوحش، حيث القتل لا يهزّ شعرة او يتحول إلى عامل اضافي في حرب يراها مشعلوها أنها مقدسة او تبرر قتل الابرياء. لا يعلمونهم الاسئلة، ولا التفكير، ولا النقد، في مسارات التربية والتعليم... يهتمون فقط بالطوابير والصفوف ليزرعوا فكرة «الحشد».. وهنا سنعثر على المفارقة: فالتلاميذ يُحشدون ضد «داعش» في المساء والسهرة مع بروباغندا الاعلام، بينما في مستعمرات ا»لزبون الصالح» يشربون مناهج «داعش..» اي ان هذه الاجيال ينتظرون اتفاق اوباما وبوتين على طريقة الحرب على «داعش»، بينما هم انفسهم سيتحولون إلى جند «داعش» ومن سيرثها.. ــــ 3 ــــ هل ستنقلون إلى اولادكم تعاليم «الزبونية» القديمة؟ هل ستقفون امام جحيم الدولة في شيخوختها؟ هل ستضحكون عليها كما تضحكون على كاسترو والأديداس؟ ام ستتخيلون ان اسامة بن لادن سيعود فعلا كمسيح اسلامي منتظر؟ هل ستصدقون الخرافات وتعتقدون ان صدام وبن لادن وعمر سليمان وربما غيرهم ما زالوا احياء وسيعودون في اللحظة المناسبة؟ هل تحلمون بالدولة ـ الشابة بعدما ارتكم نسختها الشيخة كل هذا العذاب والرعب والقتل؟ الأسئلة أوسع من الإجابات بما لا يمكن التغافل عنها... والتفكير أو التأمل سيقودنا إلى شيء أوسع قليلا مما يمليه «عقل الأزمة» علّنا نفهم سر التقسيم الجديد لكعكة قديمة. لم يعد فيها ما يمكن التهامه. هكذا يمكن ان ننظر لقادة «النظام العالمي» في الجمعية العامة رقم 70 وهم يقدمون مبادراتهم/خططهم/حروبهم لإنقاذ المنطقة من جحيمها. الأمم المتحدة نظام يصل إلى وهنه الكبير. فشلها الذي يتحول مع الايام إلى موسم بروتوكولي، لكنه مثير لإتاحته فرصة الفرجة المدهشة على الإغراء الذي تمثله فتافيت الكعكة: تحلم روسيا ببعضٍ من حصة «الاتحاد السوفياتي» في تشكيل النظام العالمي، أو أن تحافظ اميركا على اصابعها القديمة في منابع النفط بعد ان وصل اللوبي الخليجي إلى نيويورك وواشنطن، او ان التنين الصيني يتحرك ببطء ليشغل المساحات المنسية. مشاهدة النهايات ليست مسلّية، خاصة عندما يصبح «الحراك» خارج الدفاع عن «زبونية عادلة»... مجرد اقلية مشاغبة تحاول الإنقاذ او الاصلاح ويحاربها كتل متنافرة من المحاربين لاستعادة الركود.

حروب الطوائف على السلطة وحروب التقاسم الدولي للمشرق العربي

حروب الطوائف على السلطة وحروب التقاسم الدولي للمشرق العربي طلال سلمان حتى مناسك الحج اغتسلت هذا العام بدماء المسلمين التي اختلطت بدماء الأضاحي من خرفان عيد الأضحى المبارك. كأنما لا تكفي دماء الألوف المؤلفة من ضحايا الإرهاب بالدين الذين يتساقطون على امتداد أرض المشرق وبعض المغرب، فتسقط معهم بعض دولهم وتُفرض جاهلية جديدة باسم الدين الحنيف على الأرض التي أعطت العالم أنبياء الهداية، الذين بشروا بالرسالات السماوية ونشروا التوحيد وكلمة الحق في أربع رياح الأرض. المفجع أن فصولاً جديدة من التاريخ المستحدث والذي يشكل إخراجاً للأمة من موقعها الطبيعي تكتب الآن، تحت رايات إسلامية مزورة. هكذا، فإن المذبحة تستهدف الإسلام والعروبة معاً... فوضع العروبة في مواجهة الإسلام، والإسلام في مواجهة العروبة، يعني تجريد العرب من هويتهم القومية ومن دينهم الحنيف في آن معاً، بتصوير العروبة وكأنها العدو المبين للإسلام والعكس بالعكس. بعد ذلك، يسهل تفسيخ الإسلام إلى مذاهب متصارعة وإشغال السنة بحرب لها الأولوية المطلقة ضد الشيعة (بعنوان إيران) التي ستجد ميادين جاهزة لها بالتوارث التاريخي في بلاد الشام خاصة (العراق وسوريا وبالاستطراد لبنان). وفي غمار هذه الحرب، يسقط العدو الإسرائيلي سهواً، ويجري إلباس الإيراني أثواب العداء التي كانت للصهيونية ذات يوم، ويصوَّر التركي ـ الذي يضفي عليه أردوغان ملامح السلطان العثماني ـ وكأنه حامي حمى السنة من الشيعة الصفويين. في السياق ذاته، ينتبه «الوهابيون» في المملكة المذهبة إلى «الزيود» في اليمن الذين يمكن اعتبارهم واحدة من الفرق الشيعية، فيتخذون من «حليفهم السابق» الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح ذريعة لشن الحرب عليهم بعنوان «التغلغل الفارسي» في الجزيرة العربية وتهديد أمن الديار المقدسة. تختفي السياسة تحت أقنعة الحرب الدينية، بل المذهبية، وتغلّب المصالح المباشرة للأنظمة الحاكمة مقولة «الجهاد»، ويتفاقم الصراع متخطياً حدود السياسة إلى الحرب جواً وبحراً وبراً، بينما «داعش» يوسع مساحة احتلاله ملتقطاً شعار «الجهاد» من أجل إحياء الإسلام ببعث «الخلافة» التي مثلت سبباً لحرب أهلية مفتوحة في التاريخ العربي ـ الإسلامي، وأُسقطت نهائياً بعدما انتفت الحاجة إلى التمويه فصار «الخليفة العربي» سلطاناً عثمانياً. تقتتل أنماط من الإسلام السياسي، إيراني ـ فارسي ـ شيعي، تركي ـ عثماني ـ سني، إخواني ـ وهابي ـ أصولي، على الأرض التي كان أهلها يسمونها «الوطن العربي» ذات يوم ويحلمون بتوحيدها تاركين لأشقائهم المسيحيين أن يكتبوا لها «العقيدة القومية»، بداية مع رواد النهضة مطلع القرن العشرين، وهم الذين أحيوا فكرة «العروبة»، ثم «القومية» مع أنطون سعادة الذي اكتفى بالهلال الخصيب (لبنان وسوريا والعراق) وصولاً إلى زكي الأرسوزي وميشال عفلق ورفاقهما الذين بشروا بـ «البعث»: أمة عربية واحدة، ذات رسالة خالدة... وصولاً إلى الدكتور جورج حبش و «حركة القوميين العرب». ولقد مكن لهذه الدعوة وجعلها قاعدة للنضال القومي الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين مدعوماً بالغرب الأميركي والشرق السوفياتي، بعد الحرب العالمية الثانية، أما الذروة التي حولت الفكرة إلى منهج سياسي فجاءت مع العدوان الثلاثي على مصر، في خريف العام 1956، والانتصار التاريخي الذي تحقق للعرب بقيادة جمال عبد الناصر، وأضفى على «فكرة» العروبة، عبر الموقف العربي الجامع، الطابع السياسي لتكون منطلق العمل من أجل الوحدة السياسية، التي سرعان ما ارتجلتها الحماسة والمأزق الذي كانت تعيشه سوريا تحت حمى الانقلابات العسكرية، فقامت الجمهورية العربية المتحدة التي سقطت قبل اكتمال سنتها الرابعة. لكن ذلك قد بات حديثاً في الماضي الذي لن يعود.. وها هم العرب يخسرون «دولهم»، التي أقيمت ذات يوم بقرار أجنبي وعلى حساب أحلامهم بالوحدة ودولتها الجامعة العتيدة، والتي تتهاوى اليوم عبر حروب أهلية مفتوحة، بينما تندثر العروبة والوحدة وكذلك «الوطنية» التي تم النظر إليها، ذات يوم، على أنها «كيانية» تُستولد قيصرياً، وبرعاية دول مؤثرة وذات مصالح في هذه المنطقة ذات الأهمية الاستراتيجية الفائقة. ومع «الدول» يخسر العرب هويتهم الجامعة، فتغلب «الكيانية» التي يسهل تحولها إلى عداء مع التاريخ والجغرافيا وإنكار للذات والأرض، وإلى الذوبان في «أممية» يغلب عليها الانبهار بالغرب الأميركي مع خجل من «الذات» والتنكر لكل ما يحدد «الشخصية الوطنية» ويميزها، وكلّ ما كان، ذات يوم، مصدراً للفخر والتباهي بأمجاد الماضي والسبق إلى الحضارة بالثقافة والعلوم والتعلق بالأرض باعتبارها مقدسة ومصدراً للاعتزاز بالهوية. لا أحد بين «العرب» يعترف الآن بأنّه «عربي»! من الكيانية إلى الطائفية فإلى المذهبية، فإذا العرب أشتات من القبائل المقتتلة، يستدعون الأجنبي لحماية بعضهم من البعض الآخر. وكما على الأرض كذلك في السماء، تتجاور أساطيل الطيران الحربي، أميركية بطيار أو من دونه وبريطانية وفرنسية وأوسترالية وأخيراً روسية تجمع إلى الفضاء الأرض في الساحل السوري، بذريعة شن الحرب على «داعش»، فتسقط الحدود التي طالما كان اختراقها ـ ولو بالمصادفة ـ يستنفر الجيوش ويبرر إعلان حالة الطوارئ استعداداً للحرب، بين سوريا والعراق، مثلاً. صارت الحرب على «داعش» هي الذريعة لمشاركة الأسطول الجوي الروسي مع أساطيل دول خصومه في الغرب في حماية سماء «الهلال الخصيب» ودولتيه سوريا والعراق. وصارت الحرب في سوريا وعليها أرض التلاقي بين الدول، شرقية وغربية، لمنع انهيار الدولة فيها، واستطراداً في العراق. وإن لم تكن هذه الحرب ضمانة لوجود الدولتين بصيغتهما المعروفة منذ اتفاق «سايكس ـ بيكو» في العام 1916. فالأحاديث تترى، في أروقة الأمم المتحدة، كما في عواصم بعيدة، عن مشاريع لتقاسم مناطق النفوذ، مرة أخرى، عبر «اتفاق جنتلمان» يحفظ للدول الكبرى مصالحها، بغض النظر عما سيكون مستقبل دولتي العراق وسوريا: هل يبقى الكيان موحداً عبر صيغة فيدرالية ـ طوائفية لنظام الحكم، أم لا بد من اجراء تعديل على النظام وفيه من دون المس بوحدة الدولة؟ وهكذا تفرض «الدول»، وبحسب مواقع نفوذها، صيغة جديدة للحكم الفيدرالي في كل من سوريا والعراق، مع احتمال نقل هذه الصيغة، إذا ما نجحت، إلى اليمن التي تمزقها الآن «حرب الأمل» التي تشنها السعودية ومعها دول التحالف الخليجية أساساً، على هذه الدولة الفقيرة والمفقرة، فتذهب بعمرانها، الجديد وهو عارض، والتاريخي وهو نادر المثال، كما بوحدة شعبها التي كانت دائماً مهددة والتي قد تشكل الحرب الجديدة فرصة لإعادة تقسيمه إلى دولتين، واحدة في الشمال حيث الغلبة للزيود، والثانية للشوافع في الجنوب.. فإذا نجح هذا المثال يمكن اعتماده غداً في أنحاء أخرى من الوطن العربي (ليبيا، مثلاً، إذا ما تعذر اعتماده في سوريا ـ والعراق..). ومع هذه الإفاقة المصنعة للمذاهب وللطوائف، ومعها الأقليات الطائفية المنتشرة في مختلف أنحاء المشرق العربي، ترتفع أصوات طبيعية أحياناً ومصنعة أحياناً أخرى تطالب باعتماد الطائفية أساساً للكيانات السياسية. ووفق هذه القاعدة يمكن الحديث عن 3 او 4 سورِّية (كردي، عربي، سني، علوي)، وعن 3 او 4 عراقيّة (كردي، عربي، سني، شيعي)، أما لبنان فيستحيل تقسيمه جغرافياً على أساس طائفي، لكن تقسيم الحكم على قواعد طائفية ممكن بل واجب، بحيث تُعطى فيه أفضلية مطلقة للأقليات المسيحية، باعتبار ان الأقليات الإسلامية قد نالت «حقوقها» في الأقطار المجاورة! هكذا حال المشرق العربي، إذاً، في هذه اللحظة «التاريخية»: العالم كله، شرقاً وغرباً يحكمه بطيرانه، من فوق، بذريعة قتال «داعش» وهو التنظيم الذي يسيطر بالنار على مساحات واسعة من سوريا والعراق، وأنظمة أضعفتها الحرب الأهلية فلم تعد قادرة على رفض المساعدة الأجنبية، جوية عموماً مع تواجد عسكري محدود وإن كان حاكماً على الأرض. ولا شك أن اللقاءات التي شهدتها وتشهدها كواليس الأمم المتحدة، هذه الأيام، تمهد للصياغة الأخيرة لاتفاقات تقاسم الأرض العربية، بثرواتها المعلنة أو الكامنة... وسيكون العرب الطرف الأضعف، لأن من كانوا أقوياء من حكامها قد غرقوا في حروب دموية مكلفة عجزوا عن كسبها وإن عجز خصومهم عن إلحاق الهزيمة بهم... وهكذا حانت لحظة التسوية التي سيصوغها «الأقوياء»، وهم هنا الدول الكبرى التي توزَّع طيرانها السماء العربية، والتي سيكون لها رأيها الحاسم في أي نظام يبقى، وبأي شروط، وربما تجاوز ذلك إلى الكيانات وحدودها، لا سيما ان هذه الكيانات تحتوي واحدة من أخطر الثروات في هذا العصر: النفط والغاز، فضلاً عن الموقع الاستراتيجي. وبالمصادفة، يأتي الاحتفال المبهر في موسكو بإنجاز بناء أكبر مسجد للمسلمين في روسيا، وقد شارك فيه إلى جانب الرئيس الروسي بوتين الرئيس التركي أردوغان ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وإسرائيل هي الرابح الأكبر، مع أنها لا تجلس مع الأقوياء الذين يبتدعون الآن صيغة التقاسم

الثلاثاء، 29 سبتمبر 2015

التمارين العقلية سبيل لتحقيق الذات

التمارين العقلية سبيل لتحقيق الذات رنين عيسى يقرر أن ينام، ويحاول جاهدًا أن يرتاح في نومه، أن يهيئ له حلما، يجده فيه! تزعجه أفكاره التي يتخيلها قبل أن ينام، أمنياته التي لم تتحقق، وكثرة الازدحام في رأسه، يصاب بالقلق ثم يكذب على نفسه بأن أحلامه من حقه ولابد أن يحققها ولو في نومه! نحن نحتاج لشيء يخرجنا من هذا النمط الذي يرتكب في حقنا أبشع الجرائم. شيء يجعلنا على مقربة من رؤية حقيقة الحياة، وهي أن الإنسان الذي يجهل لن يستطيع أن يكون سيدًا على مصيره، وأن الحياة التي تعاش دون تفكير هي حياة لا تمتحن، فنحن نفكر في أسباب الظواهر وفيما يترتب على الأحداث، فنربط الأحكام بمقدماتها وأسبابها، ونربطها بنتائجها التي نتوقعها، وفي كل هذا نخطئ أو نصيب، فإذا أخطأنا انعكس الخطأ على تصرفاتنا، وإذا أصابنا أصابنا كذلك في تصرفاتنا، فالتفكير له قيمته في اقتصاد الجهد، ولا ريب أن الكثير من النمطين بإمكانهم أن ينعموا بالحياة من خلال مجهود عقلي جيد التوجيه. ولهذا تكمن أول واجبات الحياة في أن يكون الإنسان واعيا كلما استطاع إلى ذلك سبيلا، أن يرتفع فوق الحقائق المشوهة والسفاسف المصطنعة التي تشيع في الفكر اضطرابا، وفي النفس حيرة، ألا يسير في طرق الحياة مصادفة، بل يتوقف في هدوء ويفكر ولا يجعل أي شيء يشد انتباهه؛ وهذا قبل كل شيء هو مصدر الجمال العقلي، مصدره أن يتصرف الإنسان بما يليق بالكرامة الإنسانية ولا يتصرف كما تحمله القوة العشوائية، أو القوة التي يستسلم لها استسلام الآلات، مصدره أن يكون الإنسان سيد نفسه، وأن يعلم أنه يريد فيعمل أو يمتنع عن العمل، وليس أن يساق إلى ما يراد، وكلما تعاظم قدر ما تتشرب من معلومات عن العالم، تعاظمت قدرتك لاحقا على تأمين أسس لردود أفعال أكثر تركيبًا وتفاعلًا مع الواقع. لذلك يعد أهم عمل للوعي هو الإدراك، ويمكن وصف الوعي كشعاع العين، والإدراك هو الصفة الانتقائية لرؤية الأشياء، أي أن الوعي هو أن أعرف بينما الإدراك أن أعرف كيف أعرف أي كيف أعلم نفسي وأزيد من معلوماتي ومعارفي، ومن موجبات الإدراك رؤية الحقائق المؤلمة التي تحتاج إلى قدر كبير من الشجاعة، ولكنها السبيل الوحيد الذي نستطيع إذا تبعناه أن نتجنب كثيرًا من التعاسة، أي رؤية الواقع كما هو ليس ما يجب أن يكون عليه، والوعي لا يعبر عن نفسه إلا إذا واجه العقبات التي يفرضها الواقع واتخذ في سبيلها طريقا منطقيا وعرضا متكافئا من خلال الفعل ومقاومة الفعل. لذا تعد حرية التفكير هي الإرادة الصلبة التي تبني وتحرر وتبدع وتبتكر، ويبقى السجن الحقيقي هو أن تحتجز نفسك داخل نمطية فكرة بائسة. غيّر مستوى تفكيرك أهمية التفكير تكمن في قدرة الإنسان على الاستبصار، وقدرة الإنسان على التحليل والتركيب مكنته من ممارسة تفكير منظم لحل مشكلاته. وتحكي قصة إيجابية عن مزارع هولندي يدعى فان كلويفرت هاجر إلى جنوب أفريقيا للبحث عن حياة أفضل، وكان قد باع كل ما يملك في هولندا على أمل شراء أرض أفريقية خصبة يحولها إلى مزرعة ضخمة وبسبب جهله وصغر سنه دفع كل ماله في أرض جدباء غير صالحة للزراعة، ليس هذا فحسب بل اكتشف أنها مليئة بالعقارب والأفاعي والكوبرا القاذفة للسم، وبينما هو جالس يفكر في حظه السيء خطرت على باله فكرة غير متوقعة، لماذا لا ينسى مسألة الزراعة برمتها ويستفيد من كثرة الأفاعي من حوله لإنتاج مضادات السموم الطبيعية، ولأن الأفاعي موجودة في كل مكان، ولأن لا أحد متخصص بهذا المجال حقق نجاحًا سريعًا بحيث تحولت مزرعته اليوم إلى أكبر منتج للقاحات السموم في العالم. مختصر هذه القصة أن بمجرد تغيير الهدف وتغيير طريقة التفكير والتصالح مع الواقع تتحول أحلامنا المحطمة إلى فرص جديدة وغير متوقعة تتحرك في مصلحتنا. تنمية مهارات التفكير أولا: مهارات الإعداد النفسي • الثقة بالنفس وقدرتها على التفكير والوصول إلى النتائج. • المرونة والانفتاح الذهني وقبول التغيير. • الإقرار بالجهل إن لزم الأمر واستشارة الآخرين. • الاستعداد للعدول عن وجهة نظرك ولتغيير الهدف والأسلوب إن لزم الأمر والتريث في استخلاص النتائج. • تجنب التناقض والغموض وعرض الفكرة بأسلوب واضح ودقيق. ثانيا: مهارات الإدراك الحسي: • الاستماع الواعي والملاحظة الدقيقة وربط ذلك مع الخبرة الذاتية والتأكد من خلوها من الوهم والتخيلات. • توسيع نطاق الرؤية بالنظر إلى عدة اتجاهات ومن عدة زوايا. ثالثا: المهارات المتعلقة بتجنب أخطاء التفكير: • استخدام التفكير للاستكشاف وليس للدفاع عن وجهة النظر. • تجنب القفز إلى النتائج أو الخلط بين الفرضيات والحقائق. • تجنب التعميم بغير أساس. • تجنب التهويل أو التبسيط الزائد. • تجنب الأطراف (أبيض / أسود) إذا كان هناك بدائل. • معالجة أسباب المشكلات وليست الأعراض. التمارين العقلية سبيلا لتحقيق الذات راجع نوعيات الأفكار التي ترد إلى ذهنك، هل هذه الأفكار سلبية، إيجابية أو محايدة وواقعية، على الأقل 5 مرات يوميا لمدة أسبوع كامل ، وإذا اكتشفت أنك تفكر بطريقة سلبية معظم الوقت فحاول تغيير هذه الأفكار إلى أفكار إيجابية أو منطقية. أمثلة: الفكرة السلبية: لن أتمكن من اجتياز هذه السنة الدراسية أبدًا. الفكرة المحايدة: المواد الدراسية لهذا العام تبدو صعبة. الفكرة الإيجابية: السنة الدراسية موادها صعبة ولكنني على يقين من اجتيازها بالجهد والمثابرة. الهدف من التمرين أن تدرك ما إذا كنت تنجرف دون قصد منك إلى التفكير السلبي أم لا وأن تكون لك سيطرة أكثر على أفكارك، وتصحيح مسارها لا يمكن إلا باكتشافها أولا والتمرين سيقربك من نقاطك الإيجابية لتستغلها وتفيد بها نفسك والآخرين. هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست

الاثنين، 28 سبتمبر 2015

العرب يتسولون أوطانهم على باب اﻷمم المتحدة ... طﻻل سلمان

العرب يتسوّلون أوطانهم على باب الأمم المتحدة.. ع ع طلال سلمان دار الزمان بالعرب دورة كاملة فإذا هم غير من كانوا، بل لعلهم في واقعهم المعيش أقرب لأن يكونوا خصوم آبائهم وأجدادهم، أعداء لأهدافهم السامية في التحرر والاستقلال والوحدة وتحرير المقدسة فلسطين. تدوي أصداء هزيمة العرب الشاملة في أرجاء مبنى الأمم المتحدة في نيويورك، وقد تبلبلت ألسنة مسؤوليهم الذين ذهبوا إلى مستعمريهم القدامى يستغفرونهم ويعتذرون عما تقدم من ذنوبهم وما تأخر، شاكرين لهم مبادرتهم التي اتخذوها بلا طلب منهم فقرروا العودة إلى رحابهم لإنقاذهم من أنفسهم، بعد تأمين مصالحهم الهائلة في هذه المنطقة الخطيرة بثرواتها، براً وبحراً وصولاً إلى الصحاري المذهبة! يقف قادة العرب أو مندوبوهم خلف الأبواب المغلقة على لقاءات الكبار من المنقذين، قادة الدول العظمى والمتوسطة، المنهمكين الآن في توزيع المهام وتقاسم الأدوار والثروات في هذا المشاع العربي المفتوح لطيرانهم الحربي ومستشاريهم، بالنفط والغاز والموقع الاستراتيجي.. والاحلام العربية السنية التي تحولت إلى كوابيس تمخر العقول المنهكة إلى حد العجز عن متابعة تحرك الاساطيل في البحار التي كانت لهم فصارت لعدوهم. صاروا، قادة ورعايا، يقعون على اقفيتهم ينتظرون، مرة أخرى، قرار «الدول» في شأن بلادهم التي كانت دائماً بلادهم ولكنها لم تكن دائما لهم: مَن مِن دولهم قابل للحياة، ومن هي الواجب تقسيمها، وعلى اية قاعدة، الدين أم الطائفة أم العرق أم المذهب السائد، مع الحرص على حقوق الأقليات التي لم تعد أقليات بعدما انفرط عقد الأكثريات؟؟ لقد أسقِطت، بل انهم هم الذين أسقطوا رايات نضال الأجيال من اجل الحرية والاستقلال والوحدة، وانكفأوا تجللهم خيبة الأمل والحسابات المغلوطة، وتغييب الشعب، يطالبون بعودة الأجنبي حاكما أو وصيا أو مرشدا، أو ـ أقله ـ خبيرا يدلهم على الطريق إلى غدهم بعد إخراجهم من نفق الخيبة والضياع في بحر الظلمات يجلله الشعار الديني المغلوط وصورة «الخليفة» الذي يحيي ويميت الخارجين على «دولته» التي أقامها بجنودهم وأموالهم وخزين الفتنة الذي يثقل على صدور رعاياهم! وإنها لمشاهد مهينة: ان يقبع القادة العرب، أو ممثلوهم السامون، في غرفهم، في انتظار ان يتبلغوا فيبلغوا مَن من هذه الدول سيشارك في «تحرير» أوطانهم، وكيف ستوزع الغنائم بعد النصر المبين، أم ترى ستنشئ هذه الدول (وقد خلت من سموم الاشتراكية) اتحاداً دولياً لتقاسم الغنائم، في الحاضر والمستقبل على قاعدة: لكل حسب جهده الحربي، مع الحفاظ على «الحقوق التاريخية» للأقدم حضوراً والأعظم فاعلية في المعركة الفاصلة... الآتية بلا ريب، ولو بعد حين! وإنها لقسمة ضيزى: ان تكون الأرض لداعش (والنصرة بالتبعية) والجو لطيران التحالف الدولي الجديد، والذي لا سابقة له ولا مثال، والبحار التي كان الطموح بإعلانها «عربية» قد غرق مع أطفال المهجرين من الأوطان طاردة أهلها، فعادت ملكيتها للأساطيل الأجنبية التي تزدحم فيها حتى لا يقع غبن أو خطأ في توزيع الحصص على المشاركين في «التحرير بالاحتلال» أقله في المجال الجوي المفتوح لتمارين طياريهم واختبار قدرة طائراتهم على التدمير الشامل! & & & فجأة، صارت الأمة مجموعة من الأقليات، الدينية أو الطائفية أو العرقية، ولكل أقلية، ولو عدت بالملايين دولة راعية (حتى لا نقول حامية)... وفي حالات محددة لا بد من كونسلتو من مجموعة دول، كما أطلت البشائر في العراق. وتشاء المقادير ان تتواكب هذه الإنجازات مع ذكريات غالية كانت تشهد لهذه الأمة بحقها في الحياة وبجدارتها في ان تصنع غدها الأفضل، ومن الصعب القبول بأننا قد انقلبنا ـ فجأة ـ إلى «أمم» متباغضة إلى حد الاشتباك الحربي والتآمر العلني والسقوط الجماعي في بئر خيبة الأمل والعجز عن حماية الإنجاز، ولو كان في مرتبة الحلم، فكيف بالعجز عن وحدة «الكيانات» التي اصطنعها المستعمر وارتضيناها كارهين؟! فاليوم، هو الذكرى الرابعة والخمسين لسقوط دولة الوحدة الجمهورية العربية المتحدة، التي اغتالها الخارجون عليها من أهلها في طلب السلطة ولو في ظل الاحتلال الأجنبي، إسرائيلياً، أو أميركياً، لا فرق... واليوم، هو الذكرى الخامسة والأربعين لمغادرة الزعيم العربي جمال عبد الناصر الذي ظل يقاتل بأحلام الجماهير من أجل الغد الأفضل حتى انطفأ. واليوم ليس نهاية الدنيا.. وستعرف هذه الأمة طريقها إلى غدها في قلب الصعب، ولعل اكتمال الظلمة يقرب موعد الفجر.