صديقي أوباما .... ماذا بعد ؟!!
علي هبه الحرازي
أمريكا تفكر بعقولنا... أمريكا تصنع أفكار من عقولنا ... أمريكا
تصنع سياسات وخطط إستراتيجية للسيطرة على عقولنا وأفكارنا ....أمريكا تدير وتنفذ
سياساتها بدون تدخل الساسة ... ولكن هذه المرة تم تنفيذ سياساتها الجديدة في الشرق
الأوسط ، وهي نشر الفوضي الخلاقة (الأحتلال المدني )بإدارة متميزة وناجحة في تحقيق
أهدافها تدريجياً وذلك بفضل أبطال هذه السياسة الجديدة وهم من أبناء المنطقة
العربية بعد تدريب نوعي في صُنع المنتج (الربيع العربي ) الذي أسماها صديقي أوباما
في منتصف عام 2011م بعد أن حقق نجاحاً في تسويقه في دول الشرق الأوسط (تونس ،
ليبيا ، مصر ولكن تعثر في اليمن ولكن مازال يتعثر في سورياً لم يلقى تسويقاً جيداً
، لأن الدولتان اليمن وسوريا لاأعلم ماهي الأسباب التي أدت إلى فشل تسويق هذا
المنتج ، ويتساءل المرء عن دور منظمات المجتمع المدني (تمويل خارجي ) في صناعة
الربيع العربي ؟ وماهي علاقاتها في صُنع شخيات كرتونية من أفراد ووسائل إعلام
بمختلف أنواعها الذين أستطاعوا في صنَع أحتجاجات غاضبة من الجماهير التي خرجت إلى
الشارع لأسقاط أنظمة مستبدة كما يدعون .
بصراحة كُنت متفاءلاَ جداً بخروج مجموعة من الشباب إلى الشارع
لأسقاط جدار الصمت وصناعة الحرية والديمقراطية للشعبنا العظيم الذي يدفع فاتورة
نضاله من أجل حبه للحرية والحصول عليها ، ولكن للأسف الشديد لم يستطيعوا الشباب
على تحقيق هدفه السامي (الحرية )
الذين يحبون يمنهم ووطنهم ونذروا بأرواحهم وافكارهم من أجل
صناعة السعادة ليمنهم ، وذلك بسبب عدم وجود قيادة وطنية موحدة لتحقيق هدفهم ،
قيادة تحب اليمن وتضحى من أجله ، قيادة تؤمن بأفكار واراء الشباب الذين يحلمون
ببناء دولة مدنية حديثة فيها النظام والقانون وتحقيق الحراية والعدالة الإجتماعية
في المجتمع اليمني .
لقد أستطاع الإعلام أن يوظف تصرفات وأخطاء لبعض من قلة من أفراد
مجتمعنا اليمني توظيفاً جيداً، لصنع
الكراهية والحقد في نفوس الموطنين فيما بينهما ، وإحباط المواطنين في نيل حريتهم ،
وحقق الإعلام في زراعة العنصرية والطائفية والمناطقية والحزبية في صفوف الشعب
اليمني ، فئة تدعو إلى أنفصال وفئة تدعو إلي دولة فيدرالية وفئة أخرى تدعو إلى
دولة طائفية ، المهم أصبحنا في فوضي في الأراء وشتات الأفكار حتى يعجزنا في حل
قضية واحدة ، أستطاع الإعلام أن ينقل صورة مسئية عن أخلاقياتنا للعالم الخارجي ويقول أنظروا إلى هؤلاء المسلمين
بأنهم أرهابيون ووتصرفاتهم الوحشية والبربرية وهم يتقاتلون فيما بينهما وذلك بسبب
قلة من أبناء المنطقة ، حتى أستطاعوا أن يتمادوا ويسئيون إلى رموزديننا الإسلامي لسيدنا
محمد صلى الله عليه وسلم بسبب تصرفاتنا ومعاملتنا الخاطئة فيما بيننا الذي نقلها
الإعلام الخارجي .
صديقي أوباما ... أن صانعة الحرية والديمقراطية للشعب اليمني في
تاريخنا الماضي الملكة بلقيس عندما جاء إليها الأخبار عن أحوال شعبها وهو يعاني
أشد المعاناة في حياتهم المعيشية وذلك بسبب أخطاء أبناءه المتكررة والتدخلات
الخارجية من أصدقاءه في شئونه الداخلية ، شعرت بحزنً شديد بهذه الأخبارالسيئة وهي
عاجزة في تقديم المساعدة لشعبها .
ماذا بعد ....
والشعب اليمني يقدم التضحيات المستمرة من أجل حصوله على الحرية وصنَع السعادة
بنفسه ، خمسون عاماً بعد قيام ثورته
العظيمة ضد الظلم وحكم الفرد وهو مازال يبحث عن الحرية وسعادته المفقودة التي
أفتقدها الذي كان يعرف تاريخاً باليمن السعيد .
هل حان الآوان .. لتأسيس مرحلة جديدة من
العلاقة الصادقة بين الأصدقاء في تبادل المصالح والعمل على شراكة حقيقية في
التنمية الذاتية للشعب اليمني ، وتقديم العًون في صنًع سعادته ، الشعب اليمني
بحاجة إلى ثورة حقيقة في التعليم تبدأ من الإدارة التعليمية بأسلوب علمي حديث في
مجال الإدارة الحديثة المتطورة في صنًع قيادات إدارية لإدارة العملية التعليمية في
بلادنا ، وكفاءة المعلمين في إيصال العلم أبناءنا التلاميذ بإسلوب وطرق حديثة في
مجال علم الأتصال بين المدرس والتلميذ ، ومناهج تعليمية حديثة متطورة حتى يستطيع
أبناءنا التلاميذ في صناعة الغد المشرق
لليمن الجديد بعقولهم وأفكارهم الذاتية .