الجمعة، 25 سبتمبر 2015
تعرف على أسوأ أنواع المدراء غي العمل
بحث في بي بي سي
Arabic navigation أقسام
تعرف على أسوأ أنواع المدراء في العمل
لوسي ماركوس
كاتبة وخبيرة أعمال
25 سبتمبر/ أيلول 2015
الإدارة من خلال التدخل في التفاصيل ليست مجرد مرض يصاب به المديرون الفاشلون فقط، أو زميل موسوس في العمل، فذلك النمط السيء من الإدارة يمكن أن يوجد حتى في مجالس الإدارة أيضاً.
من خلال محتوى البريد الإلكتروني ومن بعض الأسئلة التي أتلقاها، لا يبدو أن بعض أعضاء مجالس الإدارة يفهمون ما أطلق عليه "المشاركة وليس التدخل" كتوصيف لدور أعضاء مجلس الإدارة. فيما يلي بعض الأمثلة من الأسئلة والملاحظات التي تلقيتها مؤخراً:
- كيف يمكن أن أنجز عملاً ما إذا كان علي أن أرد على رسائل من أعضاء مجلس الإدارة يصل عددها إلى خمس أو عشر رسائل في اليوم الواحد؟
- مجلس إدارتنا محدد الأهداف، لكن أعضاءه يحاولون إدارة الأمور اليومية. فهم يطرحون أفكاراً باستمرار.
- هل لك أن تكتبي عن اتباع مجلس الإدارة لأسلوب التدخل في التفاصيل الدقيقة؟
نتائج هذا التدخل يمكن أن تتسبب إما في إزعاج بسيط، أو نتائج مدمرة بشكل كبير.
مشكلة بعيدة المدى
هذه المشكلة لا تقتصر على عضوية المؤسسات والهيئات الجديدة. ففي كل منظمة، سواء كانت عامة أو خاصة، صغيرة أو كبيرة، ربحية أو غير ربحية، يعتبر أسلوب الإدارة الدقيقة ذلك محدداً لمدى نجاح المؤسسة ومستوى الروح المعنوية لموظفيها.
تنبع المشكلة بشكل جزئي من أعضاء مجلس الإدارة الذين لا يدركون طبيعة دور أعضاء المجلس. وبعبارة أبسط، يتعين على مجالس الإدارة وخصوصاً الأعضاء غير التنفيذيين أن يوازنوا بين الإشراف ووضع الخطط. وهذا يعني بالضبط أن على مجلس الإدارة أن يضع يده على نبض المؤسسة، ويطرح الأسئلة الصعبة، ويساعد على تطوير الخطط وتوجيه المؤسسة.
Image copyrightThinkstock
يوجد لدينا أدوار للمشاركة، مثل المساعدة على وضع لائحة رواتب وعلاوات المسؤولين الكبار، ومراجعة الأمور المالية وإقرارها، لكن حتى هذه الأمور تعد ذات طابع إشرافي.
ما الذي ينبغي ألا يفعله أعضاء مجلس الإدارة؟
عليهم أن يمتنعوا عن التدخل في الأمور الإدارية اليومية، والاهتمام بالتفاصيل الإدارية الصغيرة للفريق التنفيذي، أو حملنا على أن نكون الذراع القوية للمؤسسة التي تقوم بما نريدهم هم أن يقوموا به. فنحن لسنا المدير التنفيذي، ولا المدير المالي، ولا مدير شؤون الموظفين، ولا من يضعون الخطط، أو ما شابه ذلك.
إذن، لماذا يتعمد بعض أعضاء مجلس الإدارة طمس الخط الفاصل بين الأدوار التنفيذية والأدوار غير التنفيذية؟ أحياناً يكون ذلك السلوك خفيف الضرر مثل أن يكون الشخص جديداً في منصبه أو ببساطة لديه متسع من الوقت.
ومن الممكن أيضاً أن يكون بسبب نقص الموظفين في مكان ما داخل المؤسسة، فترى أعضاء مجلس الإدارة يتدخلون للمساعدة لفترة قصيرة، وهو ما يخلق شعوراً بوجود تدخلات كثيرة من قبل الإدارة.
ومهما كان السبب، فإن من شأن ذلك أن يتسبب في مشاكل حقيقية، بما في ذلك التسبب في وقوع التنفيذيين تحت ضغط العمل، ووقوع توترات غير محمودة بين العاملين ومجلس الإدارة، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى تجاهل الموظفين لأعضاء ذلك المجلس.
فيما يلي بعض الأمور التي يمكنها المساعدة على تجنب تدخل الإدارة الزائد عن الحد
Image copyrightThinkstock
تكلم مع رئيس مجلس الإدارة: رئيس مجلس الإدارة يتحكم في الأمور كلها. إذا كان التدخل والتصرفات الهوجاء تصدر عن واحد أو اثنين من أعضاء مجلس الإدارة، فمن مهمام الرئيس أن يتحدث إليهم.
بالطبع سيكون الأمر معقداً لو كان رئيس مجلس الإدارة هو من يقوم بمثل هذه التصرفات. في هذه الحال يمكن الحديث بهدوء مع عضو آخر في مجلس الإدارة يتحلى بالمسؤولية، والمرونة، والتفهم.
1) الإدارة: إذا كان أعضاء مجلس الإدارة يظهرون باستمرار في مكان العمل ويلقون التعليمات السريعة والتي يمكن أن تتحول إلى محادثات طويلة في كل مرة، فمما يساعد في هذه الحالة هو تحديد موعد لعقد اجتماع.
بعدها، عندما يمرون على الموظفين، بإمكان الموظف أن يرد بطريقة دبلوماسية مثل: دعنا نضيف هذه الفكرة إلى جدول أعمال اجتماعنا الشهري. وبهذه الطريقة يعرفون أن هناك مكانا لمناقشة ذلك الأمر.
2) أيام التخطيط: أعضاء مجلس الإدارة يريدون المساعدة، ويمكنهم أن يكونوا مؤثرين جداً. لكن إن لم تكن هناك عملية منظمة لهذه المساعدة فسوف تتحول الأمور إلى نوع من الفوضى.
ويمكن من خلال تحديد يوم أو يومين في السنة لاجتماعات مجلس الإدارة (غير الاجتماعات الدورية) تخصص لتقييم ووضع الخطط أن تكون تلك هي الطريقة المثالية لتمكين الموظفين وأعضاء مجلس الإدارة من التواصل والعصف الذهني. ومن شأن ذلك أن يجنب المؤسسة التشتت الذي تتسبب فيه رسائل البريد الإلكتروني التي يبعث من خلالها الموظفون أفكارهم بشكل عشوائي.
3) نتائج عملية: ينبغي أن تنتهي اجتماعات مجلس الإدارة بنتائج واضحة، وتحديد واضح للمسؤوليات لكل من أعضاء مجلس الإدارة والموظفين، وتمكن الموظفين من مواصلة عملهم بلا تشتت، وتحديد أوقات معينة لكتابة التقارير عن الإنجازات والتغيرات البارزة.
بهذه الطريقة يعرف كل فرد متى سيتلقى التقارير ويحملهم على التوقف عن إزعاج الموظفين بإرسال رسائل الإيميل التي تتساءل عن سير الأمور من حين لآخر.
4) صحيح أنه في بعض الأحيان يرغب أعضاء مجلس الإدارة في اتباع استراتيجية المشاركة في القيام بالعمل داخل المؤسسة. إما أن يكون هناك وضع طاريء يتطلب تدخل المسؤولين أو أن خطأ ما قد وقع ويحتاج إلى تدخلهم لتصويبه.
Image copyrightThinkstock
هذا الأمر لا ينبغي أن يكون هو المتبع باستمرار. إن لم يكن الفريق الذي يقوم بعمل ما غير كفؤ أو عاجز عن القيام بالعمل اليومي، فلا بأس من إعطائهم بعض التدريب أو التوجيه، أو استبدل الفريق برمته. أما اذا كانوا قادرين على القيام بالعمل، فدعهم يقومون بعملهم دون تدخل منك.
أحد أهم الأمور هو المحافظة على شعور الوسطية. فأعضاء مجلس الإدارة عليهم أن يحذروا من إظهار ما أسميه سلوك "الولد الذي أبكى الذئب" أي المبالغة في توصيف الأمور. إذا وصف كل أمر صادر عن مجلس الإدارة بأنه أمر هام وعاجل، فإن أخذ الموظفين هذه الأمور بالجدية اللازمة يتراجع.
وهنا تكمن خطورة ألا يكون صوت المسؤولين مسموعاً إذا ظن الموظفون أن تعليماتهم وما يصدر عنهم مبالغ فيه ويجري تضخيمه. وبالتالي عندما يقع أمر خطير فعلاً فلن يتعامل معه الموظفون على أنه كذلك.
إن أحد الجوانب المهمة والمشوقة لكونك عضواً في مجلس الإدارة هو أن ترسم ذلك الخط الدقيق بين المشاركة والتدخل. إنه أمر في غاية الأهمية أن يحافظ المديرون على مكانهم في الجهة الصحيحة من ذلك الخط الدقيق.
الاثنين، 21 سبتمبر 2015
الهاربون إلى بحر الظلمات من الدول قاتلة اﻷوطان
الهاربون إلى بحر الظلمات من الدول قاتلة الأوطان...
ع ع
طلال سلمان
مقتول في وطنه، مرفوض من أهله، ملعون تُقفل في وجهه أسوار الجوار، إرهابي خطر لا تقبله الدول البعيدة خوفاً منه على أمنها ومعاش أهلها.
العربي، سورياً بالذات، عراقياً بالاستطراد، يمنياً بالالتحاق، ليبياً يجر خلفه صورة النظام الذي ألغى الدولة وأهلها، صار كالطاعون، كالبرص، كالسرطان وسائر الأمراض التي لا شفاء منها، ترفض «الدول الغربية» دخوله حتى لا يختل فيها «التوازن السكاني» ويضرب التشوّه صفاء العرق وطهارة الهوية..
صار «الوطن» المحترق بأهله أرضاً طاردة. إن شئت النجاة بأهلك، أو ببعضهم فعليك أن تركب الأهوال براً وبراً وبراً ثم بحراً بلا ضفاف يغلّفه الموت في قلب الأمواج المتلاطمة ولا طوق نجاة، وتستنجد بالمقادير وأولها الله وآخرها الله وبينهما دورية طاردة قد تأخذ جنودها الشفقة أو قد تهز مشاعرهم الإنسانية صور الأطفال المعلقين بين موتين تجاوزوا أولهما في الوطن وها هم في شباك الثاني يرتجون خلاصاً تحاصره العنصرية.
صار «الوطن» زورقاً صغيراً تتلاعب به الرياح فترفعه الأمواج عالياً ثم تتركه يهوي إلى بطنها البلا قعر، فإذا ما هدأ البحر أطلّت ألسنة النار عبر خفر السواحل، الذين يتولون حراسة الشاطئ من التلوث برعايا أديان أخرى لا يهم أنهم كانوا بين أوائل المؤمنين بها وهم الذين حملوها إلى «الهمج» عبر رحلات لا تقل قسوة عن هذه التي تتم بين موتين معلنين.
صارت الحياة معبراً مسوّراً بالأسلاك الشائكة والحرس الحديدي بين غربتين: ترفض الدولة الأولى هؤلاء المحاصرين بسمرة بشرتهم وأسمائهم الدالة على أصولهم التي تعود إلى بداية الخلق، وترفضهم الدولة الثانية بسبب عدائها مع الأولى، وبغض النظر عن كونهم لا يحملون على جوازات سفرهم العتيقة سمات دخول إلى جنة المنفى.
& & &
مقتول بوطنيته المغدورة، مقتول بغربته الإجبارية، مقتول بخطر الغرق والخوف على الأطفال الذين أحبوا الوطن وأنكرتهم دولته، مقتول بالضياع في ظلمة المصير، مقتول بأفكار إنسانيته وحقه في الحياة. هذه حال «المواطن» الذي من دونه لا وطن ولا دولة.
...والوطن مقتول، مقتول، مقتول على الجبهات جميعاً. متى صار الوطن جبهات مقتتلة سقط مضرجاً بمواطنيه شمالاً وشرقاً، غرباً وجنوباً، أرضاً وفضاءً.. فالوطن بأهله فإن أُخرجوا منه بالقتل أو بالخوف سقط مضرجاً بدمائهم.
لم يكن الفقر في الوطن غربة، أما الافتقار إلى الوطن فغربة قاتلة.
الوطن بأهله، فإن غادروه سقطت قداسته وانتفى وجوده. أوطان الآخرين منفى، وإشفاق الغرباء ذل، والتشرد على حدود الدول الأخرى مقتلة للدولة ـ الأم التي لا تكون إلا بأهلها ولأهلها. أوطان الآخرين للآخرين. ماذا أقسى من أن تشهد غرق أطفالك وأنت عاجز عن إنقاذهم؟ في بحرك الصديق ما كان ليغرق الأطفال. كل من حوله منقذ، بل إن الموج فيه أرحم بالأطفال من البحور البعيدة التي لم تعرفك فتحضن أطفالك وترجعهم إلى الشاطئ سالمين وترشك ببعض رذاذه لتكون أكثر يقظة وتنبهاً لروح المغامرة في صدورهم اعتماداً على طيبة قلب بحر الوطن.
& & &
تختلط هويات الذين هجّرتهم نيران القتل من أوطانهم المحروقة: الحلبي أو الرقاوي من سوريا مع الموصلي أو الكوفي من العراق، مع الصنعاني أو العدني من اليمن، مع البرقاوي أو الطرابلسي من ليبيا، مع الفلسطيني من أصول يافاوية أو حيفاوية المهجر للمرة الرابعة أو الخامسة (ماذا يهم ما دام خارج وطنه؟)... كلهم في بحر الظلمات واحد يأخذه الموج إلى المجهول هرباً من معلوم عنوانه الموت بالرصاص أو بالقذيفة أو بالكمد وهو أفظع تدميراً من القنبلة الذرية..
قتلت «الدولة» الوطن فخرج أهله هائمين على وجوههم. الوطن ليس مقتلة مفتوحة. الوطن مصدر الحياة لأهله فإن احتلته الحروب وجعلته مساحة للقتل خرج منه أهله حتى لا يخرجوا عليه.
& & &
في لبنان نظام استولد دولته قيصرياً. وهي ترفض أهله كمواطنين ولا تقبلهم إلا كرعايا لطوائفهم بمرجعياتها المؤتلفة في السياسة التي هي مصالح من فوق الخلافات والاختلافات الدينية والطائفية.
...ولقد حدث أن هجَّر النظام أهل البلاد بعد حروب أهلية ـ عربية ـ دولية شرسة في دمويتها، طاردة أهله إلى المنافي، بعيدة وقريبة، معطلة دولته عن أن تكون مرجعية وطنية لكل من يحمل هويتها، بعدما تقاسمتها زعامات الطوائف.
لم يعرف التاريخ حرباً أهلية يقتصر المدفوعون إليها على شعبها وحده، بأطيافه المتنوعة. هناك دائماً «دول» توظف الحرب الأهلية لمصالحها، وتستثمر نتائجها في شطب «الوطن» وإعادة بناء «الدولة» بحجارة الطوائف لاغية الأوطان.
ستكون للعرب «دول» كثيرة، أكثر مما يريدون وأكثر مما تحتمل أوطانهم.. وسيجتهد ملوك الطوائف لشطب الأوطان وهوياتها المميزة سعياً إلى «أممية جديدة» على الطريقة الأميركية! وهكذا ننتصر ـ بغير حروب ـ على الدولة العنصرية إسرائيل.
...اللهم إلا إذا غرقنا ـ بأوطاننا ـ في بحر الظلمات الذي بلا حدود!
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)