صرخة
استغاثة من صانع التنمية
علي هبه الحرازي
أن هذه الصرخة المصنوعة
من الوضع المأسوي والخطير الذي يعيشه صانع التنمية (الجهاز الإداري للدولة )
المصًاب بالفيروسات القاتلة على الحياة الإدارية نتيجة سوء فهم الإدارة وتكرار
الأخطاء الإدارية المتراكمة في العملية الإدارية للجهاز الإداري مما أدى فقدان
سيطرته على التوازن الفعال في عملية الإبداع والابتكار في التنمية الذاتية
للاقتصاد الوطني بما يخدم كافة شرائح المجتمع اليمني .
بصراحة أن فقدان
دور الجهاز الإداري سيطرته في الإبداع والابتكار هو محور أساسي لقضية الحكم الرشيد
المتناولة للحوار والنقاش من ضمن قضايا المؤتمر الوطني للحوار الشامل الذي بدأت
فعالياته يوم 18مارس 2013م ، وهذا المحور هو بحاجة إلى جهد علمي وفكري من قبل فئة
متخصصة في مجال الإدارة ، أتمنى من هذه الفئة أن تستثمر جهود القيادة السياسية
الداعمة من كل القوي الإقليمية والدولية في قضية الحكم الرشيد ، والاستعانة بخبراء
في مجال الإدارة والاستفادة من تجارب دولية ناجحة من أجل صنع نظام إداري فعال
يعتمد على إمكانياته الذاتية ويستثمرها بالاستثمار الأمثل .
الجهاز الإداري هو بحاجة ماسة وضرورية إلى عقول
مفكرة متخصصة في مجال الإدارة لها تجاربها العلمية من أبحاث ودراسات من أجل تشخيص
الوضع القائم للجهاز الإداري من مختلف مكوناتها ، وما هي الأسباب المعيقة لدوره لاستثماره
للقوي البشرية والموارد المادية بالاستثمار الأمثل في التنمية الذاتية ؟ هل هو
بحاجة إلى إعادة الهيكلة وما هي الأدوات اللازمة لتحقيق هذا المطلب ، أم بحاجة
لعملية الإصلاح الإداري أو ثورة إدارية شاملة ؟ وما هي علاقته المعهد الوطني
للعلوم الإدارية التي خدمت خمسون عاماً في مجال التنمية الإدارية ؟ هل هي التدخلات
السياسية في العملية الإدارية في اتخاذ
القرارات الإدارية في عملية التعيين
والترقيات لموظفي الجهاز الإداري للدولة ؟ هل هي عملية تعيين قيادات إدارية ليس
لديها الكفاءة والقدرة في تحقيق الأهداف
المطلوبة من القرار الإداري في مجال التنمية الاقتصادية ؟ هل هي الثقة المفقودة
بين الموظف والقيادة الإدارية في المؤسسة الحكومية ؟ هل هو فقدان ساعات العمل للموظف الواقع مابين
50% إلى 80% من الدوام الرسمي في كثير من المؤسسات الحكومية ؟ .
أن الدول المتقدمة
الناجحة في التنمية لها مدارس في الإدارة المدعمة في مراكز أبحاث علمية متخصصة لتشخيص
المشكلات الإدارية تشخيصاَ علمياً ودقيقاً في جميع المؤسسات الحكومية المتعثرة في
إعمالها ، والعمل على دراسات ميدانية للبحث عن معالجات جذرية لحل كافة المشكلات
الإدارية العالقة من أجل عودة هذه المؤسسات المتعثرة إلى حياتها العملية في تقديم
خدماتها إلى جمهورها بخدمات متميزة ، ولكن للأسف أن مدرسة الإدارة في بلادنا
المتمثل بالمعهد الوطني للعلوم الإدارية ليس له دور إيجابي في تقديم خدمات بحثية
ودراسات واستشارات إدارية لأنه في حالة ركود علمي ، هذه المؤسسة العلمية هي بحاجة
إلى قرار شجاع من القيادة السياسية لدعم دوره الوطني بتقديم خدماته في مجال
التنمية الإدارية لأنه بحاجة إلى عملية تغيير جوهري في إعادة هيكلته التنظيمية
والإدارية والخدمات برؤية ثاقبة لمستقبل أفضل من أجل صناعة قيادات إدارية لها
رؤيتها الثاقبة في الإدارة الرشيدة للجهاز الإداري للدولة خلال العشر السنوات
القادمة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق